سورة الحجر - تفسير تفسير البيضاوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحجر)


        


{وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كتاب مَّعْلُومٌ} أجل مقدر كتب في اللوح المحفوظ، والمستثنى جملة واقعة صفة لقرية، والأصل أن لا تدخلها الواو كقوله: {إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ} ولكن لما شابهت صورتها الحال أدخلت تأكيداً للصوقها بالموصوف.


{مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأخِرُونَ} أي وما يستأخرون عنه، وتذكير ضمير {أُمَّةٍ} فيه للحمل على المعنى.
{وَقَالُواْ يا أَيُّهَا الذى نُزِّلَ عَلَيْهِ الذكر} نادوا به النبي صلى الله عليه وسلم على التهكم، ألا ترى إلى ما نادوه له وهو قولهم. {إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} ونظير ذلك قول فرعون: {إِنَّ رَسُولَكُمُ الذى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ} والمعنى إنك لتقول قول المجانين حين تدعي أن الله تعالى نزل عليك الذكر، أي القرآن.
{لَّوْ مَا تَأْتِينَا} ركب {لَوْ} مع {مَا} كما ركبت مع لا لمعنيين امتناع الشيء لوجود غيره والتحضيض. {بالملئكة} ليصدقوك ويعضدوك على الدعوة كقوله تعالى: {لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً} أو للعقاب على تكذيبنا لك كما أتت الأمم المكذبة قبل. {إِن كُنتَ مِنَ الصادقين} في دعواك.
{مَا يُنَزِّلُ الملائكة} بالياء ونصب {الملائكة} على أن الضمير لله تعالى. وقرأ حمزة والكسائي وحفص بالنون وأبو بكر بالتاء والبناء للمفعول ورفع {الملائكة}. وقرئ: {تنَزل} بمعنى تتنزل. {إِلاَّ بالحق} إلا تنزيلاً ملتبساً بالحق أي بالوجه الذي قدره واقتضته حكمته، ولا حكمة في أن تأتيكم بصور تشاهدونها فإنه لا يزيدكم إلا لبساً، ولا في معاجلتكم بالعقوبة فإن منكم ومن ذراريكم من سبقت كلمتنا له بالإِيمان. وقيل الحق الوحي أو العذاب. {وَمَا كَانُواْ إِذًا مُّنظَرِينَ} {إِذَاً} جواب لهم وجزاء لشرط مقدر أي ولو نزلنا الملائكة ما كانوا منظرين.
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر} رد لإِنكارهم واستهزائهم ولذلك أكده من وجوه وقرره بقوله: {وَإِنَّا لَهُ لحافظون} أي من التحريف والزيادة والنقص بأن جعلناه معجزاً مبايناً لكلام البشر، بحيث لا يخفى تغيير نظمه على أهل اللسان، أو نفي تطرق الخلل إليه في الدوام بضمان الحفظ له كما نفى أن يطعن فيه بأنه المنزل له. وقيل الضمير في {لَهُ} للنبي صلى الله عليه وسلم.
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِى شِيَعِ الأولين} في فرقهم، جمع شيعة وهي الفرقة المتفقة على طريق ومذهب من شاعه إذا تبعه، وأصله الشياع وهو الحطب الصغار توقد به الكبار، والمعنى نبأنا رجالاً فيهم وجعلناهم رسلاً فيما بينهم.


{وَمَا يَأْتِيهِم مّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ} كما يفعل هؤلاء، وهو تسلية للنبي عليه الصلاة والسلام و{مَا} للحال لا يدخل إلا مضارعاً بمعنى الحال، أو ماضياً قريباً منه وهذا على حكاية الحال الماضية.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8